إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 6 أغسطس 2011

فكرة ألمانية: في الاستفادة من كبار السن..


بيت مسنين ألماني يرسل نزلاءه لرعاية أطفال خارج البلاد




إنها فكرة كريستين ايمرنيك من مدينة برين ام شيمزيه جنوب ولاية بافاريا في جنوب ألمانيا. وهي تقوم على إرسال نزلاء من بيت المسنين في المدينة المذكورة إلى دول أخرى غير ألمانيا لرعاية أبناء أسر في هذه الدول والتعرف في الوقت نفسه على ثقافة البلد الآخر لتثبت ايميرنيك أن السياحة في الدول الأجنبية يمكن أن تستثير شيوخا أيضا وليس فقط الشباب الذين لم يكادوا ينتهوا من دراستهم.

تجمع الفكرة بين الأسر الألمانية التي تعيش خارج البلاد وعشاق السفر والترحال من المسنين الألمان. وفي هذا الإطار، ترى ايميرنيك أنه يمكن "للبالغين الناضجين من المسنين الذين أنهوا مسار حياتهم الوظيفية أن يعمقوا اهتماماتهم الثقافية بدعم من الأسر الشابة".

وتعتزم  ايميرنيك، صاحبة فكرة "المدام جدتي"، إرسال أول جدة راعية لشؤون منزل زوجين شابين وأولادهم الخريف المقبل. أقامت ايميرنيك 30 عاما مع أسرتها خارج ألمانيا وعملت هي نفسها كسيدة منزل لدى أسرة فرنسية.
وحول هذه الفترة تقول ايميرنيك: "كانت هذه الأشهر التي قضيتها في فرنسا أجمل مغامرة في حياتي".
لم يتضح بعد ما إذا كانت فكرة التوسط في توفير جدات وأجداد لأولاد الأسرة الألمانية الشابة خارج ألمانيا ستنتشر أم لا، فلم يتوفر بعد عدد كاف من الأسر الراغبة في هذه الخدمة.

يضم هؤلاء الذين أبدوا استعدادهم للسفر لرعاية أطفال خارج ألمانيا بيتينا شتيبال (54 عاما) من مدينة فرايبورج، ويورجين فالدينبورجر (64 عاما) من برلين. قررت شتابيل أن تتوقف عن العمل لمدة عام وأن تبتعد بعد طلاقها من زوجها عن الحياة الخاصة وأن تنسى بعض الوقت عملها كمدرسة. وعثرت على هذا العرض الخاص بايميرنيك عبر الإنترنت وهي تقول: "لقد سحرتني فكرة التعرف على حياة الأسر مرة أخرى من الداخل".

لشتابيل ثلاثة أبناء بالغين. أما يورجين فالدينبورجر فهو حتى الآن الرجل الوحيد بين المتقدمين لهذه المهمة.
تعتزم ايميرنيك التوسط أيضا في توفير أجداد للأسر الشابة. يعمل فالدينبورجر في إحدى الوزارات وسيبلغ سن التقاعد في نيسان (أبريل) عام 2012، وهو أب لابنين بالغين، ومطلق، ويفضل العمل مع الأطفال "ورؤية جزء آخر من العالم". لم يستطع فالدينبورجر الذي نشأ في ألمانيا الشرقية (سابقا) مغادرة بلاده بعد انتهائه من الثانوية العامة. أما بيتينا شتيبال فجمعت في شبابها خبرات أثناء عملها كمربية خارج ألمانيا، في مدينة برايتون البريطانية. كما سافر أبناؤها إلى خارج ألمانيا عقب الانتهاء من التعليم المدرسي، وهو ما أعطاها الشجاعة لاتخاذ هذه الخطوة "قلت لنفسي: إذا استطاع أولادي ذلك فلابد أني أستطيعه". ولكن أبناء شتيبال الذكور لا يحبذون الفكرة وإن تحمست لها أختهم. كما تباينت ردود الفعل أيضا في أوساط الأصدقاء، رغم أنهم أجمعوا على عدم استهجانها. وترى شتيبال أن "هناك وازعا داخل الإنسان يدفعه لمغادرة بلده والبحث عن الجديد، ولكن الكثيرين لا يقدمون على اتخاذ هذه الخطوة".

_______________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق