إن (حل الأزمة المالية) في أن يترك الناس الجشع والطمع والسعي ليل نهار خلف المال وخلف الثراء والغنى والاكتفاء بما يعينهم على متطلبات حياتهم الأساسية، لا شك أن الإنسان يرغب دائماً أن يعيش حياة طيبة وسعيدة لكن لا تأتي هذه السعادة من خلال الغنى والثراء بل هي من خلال البساطة والاكتفاء، فهاهم الأغنياء يندبون حظهم اليوم وقد أعلن عن خسائر عشرة أثرياء بريطانيين مبلغ 40 مليارا دولار بسبب هذه الأزمة.
إنه درس مهم لنا يتكرر دائماً بأشكال مختلفة غير أنه هذه المرة بشكل عالمي ودولي فهل سنستفيد منه وهل سنعي الدرس ونترك الركض خلف المال.
(لقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية كما تفعل أنت الآن، وبعد أن كبرت وانتهيت إلى ما ترى وجدت أنني فقدت كثيرا مما لا يمكن تعويضه وخرجت بدرس ثمين يمكنك أن تسميه (حكمة الشايب).
ثم إنك تنتقل إلى مرحلة الرجولة فتزاول العمل والتجارة وتبدأ في جمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك، حينها يكون لديك المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع وترفه عن نفسك وأسرتك فأنت مشغول بأعمالك وسفرياتك وتجد أنك تضحي بأشياء كثيرة من أجل (ضمان المستقبل) . وفي المرحلة الثالثة حين تكبر سنك تكون قد جمعت المال الذي تريد ولديك الوقت لتستمتع به وتحقق ما كنت تحلم به، ولكن ستجد أنك فقدت الصحة والنشاط اللذين كنت تتمتع بهما أيام الشباب، فلم يعد لديك الجهد للسفر ولا تجد المتعة نفسها في شراء سيارة فخمة أو منزل كبير! وتبحث عن أبنائك وبناتك لتستمتع معهم في رحلات وجلسات وزيارات فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن يشاركوك في مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته وعالمه! بل قد لا تجد زملاء تلتقي بهم لأنك قد قطعتهم حين انشغلت بأعمالك التجارية
لذلك فقد استنتجت من تجربتي في الحياة، وهو ما أوصيك به يا بني، أن بضعة آلاف من الريالات وأنت في شبابك تستمتع بها مع أبنائك وزوجك وتقنع بما لديك خير لك من مئات الآلاف بل والملايين حينما تكون كهلاَ مثلي!)
_______________________
مرجع المادة: http://www.aleqt.com/2008/10/29/article_14113.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق