حاول الكاتب الكبير د. الزامل
أن يربط بين البرغماتية والمسئول السعوديفي مقالة تعد هجوما لبعض المسئولين
الذين يصدرون قرارات تقف في وجه حياة المجتمع..
أبو البراغماتية ومرجع كل البراغماتيين تشارلز بيرس Charles Peirce يقول:
إنه لا يقدم نفسه إلا فيلسوفا علميا، أي من منطق الرياضة والكيمياء والفيزياء، وبالتالي هو ليس مثل الفلاسفة الميتافيزيقيين الذين يستنتجون من فرضيات تصنعها عقولهم، ثم يصفون نتائجهم بالصواب القطعي. إنما هو رجل عالم عملي (براغماتي)، وهي أن ما يملك من نظريات علمية هي الصواب، لكنها قابلة للتعديل أو الدحض متى ما ثبت علميا ذلك.. هذا مفهوم.. ولا شك أن كل مسؤول كبير يعيه تماما الوعي.. ويؤمن به. ونرجو أن يطبقه!
أعيد الرجاء بالقول لكل وزير، لكل مسؤول، مع كامل تقديري ومع كل احترامي، إنهم لا يهمون أي واحد منا
إلا في مدى ما يحققونه إيجابا في سبل معاشنا.
لو كان المسؤول أعظم عقل في الأرض في الصحة ثم لا أجد الدواء فهو لا يهمنا، وإن كان عبقري زمانه في التعليم ولا نجد تعليما محترما فهو لا يهمنا.
المسؤول الذي لا يؤدّي واجبَهُ في إيفاء حاجات المواطنين فإنه لا يهمنا خصوصا متى كان يعرف أن قراره هو الذي أدى إلى ذلك، فإذا مصيرنا يعاد تشكيله سلبا تحت وطء القرار، ونعلو بصراخنا.. فلا يسمع الصراخ، لأنه مشغول بسماع عزف قلة يقفون معه في الشرفة المرتفعة، ومصيرهم مصنوع معه على تلك الشرفة. أو أنه يسمع الصراخ َويقف على الناس من ذات الشرفة العالية ويقول لهم إنهم مدَعون وجزعون ويعملون من الرفاهِ مشكلة فقط لأنهم يريدون رفاها أكثر. والذي يحبطنا أننا نصدر اصطلاحات ولا نفسرها.. لا نفسر معنى الرفاه ولا معنى التضور جوعاً، ولا نفسر معنى الرضا ولا معنى القهر في الحقوق.. ولا نتحرى مكامن الغضب بسبب الإجحاف والظلم الذي قد يبلغ حد النير.. بعض من المسؤولين يصر أن يرى البركان لوحة من الروعة الأرضية، ولا اعتراض، فالبركان من روائع الدنيا، ولكنه لا يريد أن يدرك حقيقة السعير الملتهب داخله.. لأنه لا يراه. أو لا يريد أن يراه. هذا مسؤول لا يهمنا.
__________________
مرجع المادة: http://www.aleqt.com/2011/08/12/article_568771.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق