إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 6 أغسطس 2011

الحميدي: رمضان على المستويين: النفسي والاجتماعي!!


في مقالة للكاتب الكبير د. الحميدي:
يذكر الناس بفوائد الصوم وشهر رمضان المبارك
ومما ذكر فيها:

صلاحية الصيام في هذا العصر، وكل عصر، على المستويين النفسي والاجتماعي، نجد أن رمضان مدرسة عملية للتواصي بالصبر وكبح الشهوات، وتحكم المشاعر الروحية السامية، وسيطرتها، بحيث نتعلم كيف نتعامل مع نفس كثيراً ما تكون أمَّارة بالسوء، وتحتاج إلى إرادة قوية لصدها، ومناعة تقوي حصانة الصائم أمام المشهيات والمغريات.. فشهر رمضان تجربة نفسية خلاقة تصنع المؤمن الصابر، المواجه لنفسه، المتعالي عن المستهلكات، المترفع عن الإسفاف، القادر على العيش في كل الظروف.. وهدفه مرضاة الله..
هذا الجانب النفسي في صلاحية الصيام، هو الذي يدعم تأهيل المسلم ليلعب دوره أسرياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وتربوياً، في شكل متعادل، مرن متوازن، بلا تطرّف أو مغالاة، بعيداً عن الزيغ والانفعال، ليصبح المستوى الاجتماعي، بعد المستوى التعبدي والروحي، من أروع مستويات صلاحية صيام شهر رمضان في كل عصر، باعتبار أن الجسدي والنفسي، دائماً في خدمة المجتمعي، وأن بناء المجتمع بمفهوم الأمة، في الإسلام، من أسمى أهدافه وغاياته الدنيوية ربطه بمآلاته الأخروية ومصيره. فرمضان يعلمنا اجتماعياً أن المعاناة والحرمان والجوع والظمأ والكدح، ليست مجرد عبارات وألفاظ.. بل أفعال توصله إلى معرفة واقع المجتمع الذي يعيش فيه، فيشارك في رفعة وإعانة وتلمس حاجات أخوته في هذا المجتمع، فيكون رمضان شهر المشاركة والتضامن الفعلي بين فئات المجتمع الإسلامي، شهر الانضباط والطاعة في سلوك الأمة وجماعاتها لما فيه خيرها.
إن صيام شهر رمضان، بما فيه من تهذيب للجسد والنفس، وتحقيق لمجتمع الكفاية، والأخوة والمساواة، لا يمكن لعقل واع، ليست له مبيتات أو خلفيات في القرن الواحد والعشرين، أن ينكر صلاحيته وفائدته، جسدياً ونفسياً واجتماعياً في هذا العصر وكل عصر، وصدق الله - العلي العظيم - القائل: (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)..
اللهم تقبل منَّا الصيام والقيام.. واجزنا خير الجزاء.

________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق