كاتب غربي مطلع على الثقافتين
يتحدث عن سبب تمسك المسلمين بالخلق
وسبب تمسك الغرب بالأخلاق..
وما دافع كل الفريقين في التحلي بالخلق:
يقول:
وهناك فرق كبير بين الخلق العظيم في المجتمعات العربية والإسلامية من جهة والمجتمعات الغربية، ومنها السويد، من جهة أخرى. في أغلبية الدول الإسلامية ما زال معظم الأفراد ملتزمين بالخلق العظيم، وما زالت غالبية النظم والمؤسسات التي تحميها، مدنية أو دينية، بعيدة عنه. هؤلاء الأفراد يمشون على خطى الخلق العظيم بغض النظر عن سلوك السلطة التي قد لا تحقق لهم أبسط الشروط والحقوق الإنسانية مادية كانت أو ذات علاقة بالحريات الفردية والحريات العامة.
في الغرب حدث رخاء مادي هائل لا بل خرافي. الأخلاق، رغم كونها حميدة، تستند إلى هذا الرخاء. الأفراد والسلطة لهم أخلاق حميدة لكن أساسها الرخاء المادي وليس رسالة سماوية تجعل من الفرد ذي الأخلاق العظيمة أرفع شأنا عند الناس والسماء من النظم وأصحابها ومريديها رغم البذخ والبحبوحة التي يعيشان فيها.
هذه كانت الأرضية التي انطلق منها نقاش حاد دار بيني وبين شخصية سويدية بارزة لها إمبراطورية إعلامية في البلد وتعد واحدة من أغنى أغنياء السويد.
وقلت لمحدثي: الأخلاق الحميدة موجودة في الغرب، ولكن أساسها وفرة غزيرة وفظيعة للمادة، وليس نصا سماويا يحث الناس على التشبث بالخلق العظيم دون مراعاة للمادة.
وأضفت، ستنهار الأخلاق في أوروبا، ومنها السويد، في اللحظة التي تنهار فيها دولة وسلطة الرخاء المادي الخرافي الذي تعيشونه اليوم. ولهذا لأن أغلبية العرب والمسلمين يحاولون التشبث بالخلق العظيم من خلال السلوك والتصرف تجاه الآخر، لم نر المآسي التي تحدث في لندن وأجزاء أخرى من بريطانيا، حيث تحرق الممتلكات الخاصة، وتنهب المتاجر، وتسرق المحال. أنتم تسمون هذه الأمور "عملية شغب"، وتطلقون على أصحابها "مشاغبين". أنا أطلق عليهم لقب "فاقدي الأخلاق الحميدة" وفاقدي رسالة سماوية تدعوهم صوب الخلق العظيم.
______________________
مرجع المادة: http://www.aleqt.com/2011/08/12/article_568770.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق