اقترح رئيس مجلس إدارة روبيني جلوبال إيكونومِكس، وأستاذ في مدرسة شتيرن في جامعة نيويورك، ومؤلف مشارك لكتاب بعنوان ''اقتصاديات الأزمة': ما يلي:
وأفضل رهان لدينا هو أن تعمل البلدان التي لم تفقد قدرتها على الاستفادة من الأسواق – الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وألمانيا – على تطبيق إجراءات تحفيزية جديدة قصيرة الأجل وفي الوقت نفسه الالتزام بإجراءات التقشف في المالية العامة على الأجل المتوسط. وسيعمل تخفيض المرتبة الائتمانية للولايات المتحدة على تسريع المطالبات بالتقليص في المالية العامة، لكن ينبغي على أمريكا بصورة خاصة أن تلتزم بالبحث عن إجراء تخفيضات لا يستهان بها على الأجل المتوسط، وليس الدخول في إجراءات مباشرة تؤدي إلى جرجرة المالية العامة وترَدِّي النمو وحالات العجز.
كذلك ينبغي لمعظم البنوك المركزية الغربية تطبيق مزيد من إجراءات التيسير الكمي، حتى ولو أن أثرها سيكون محدوداً. وينبغي للبنك المركزي الأوروبي ألا يتوقف فقط عن رفع أسعار الفائدة، وإنما عليه أن يخفضها إلى الصفر وأن يقوم بمشتريات ضخمة من السندات الحكومية للحؤول دون أن تفقد إيطاليا أو إسبانيا القدرة على الاستفادة من الأسواق، وهو أمر لو حدث فإنه سيشكل أزمة كبرى بكل ما في هذه الكلمة من معنى، ما يستدعي زيادة موارد الإنقاذ مرتين (أو ثلاث مرات)، أو الاتفاق مع الدائنين على سداد الديون وفق أحكام مختلفة، وتفكك منطقة اليورو. أخيراً، ولأن هذه أزمة في الملاءة إلى جانب كونها أزمة في السيولة، لا بد من أن تبدأ عملية منظمة لإعادة هيكلة الديون. وهذا يعني تخفيضاً في مبالغ القروض العقارية من أولها إلى آخرها بالنسبة للأسر الأمريكية التي تزيد قروضها البنكية على أسعار مساكنها، وأن تفرض الحكومات على دائني البنوك المعتلة أن يشطبوا جزءاً من قروضهم قبل اللجوء إلى أموال دافعي الضرائب. ولا بد كذلك من تطبيق الإجراءات الخاصة بالتمديد القسري لتواريخ استحقاق السندات، بأسعار فائدة خالية من المخاطر، كما حدث مع اليونان، وتطبيق ذلك بالنسبة للبرتغال وإيرلندا، مع احتمال تطبيق الأمر نفسه بالنسبة لإسبانيا وإيطاليا في حالة فقدانهما القدرة على الاستفادة من الأسواق. ربما لا يكون في الإمكان الحؤول دون وقوع طور آخر من الركود الاقتصادي، لكن السياسة تستطيع الحؤول دون الدخول في كساد ثان. وهذا سبب كاف لاتخاذ إجراءات سريعة نحو أهداف بعينها.
__________________________
مرجع المادة: http://www.aleqt.com/2011/08/12/article_568647.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق