قم بالبناء وسيأتون.
كانت تلك الحكمة راسخة في وجدان المليونير الأسترالي ديفيد وولش
عندما شرع بتأسيس معرض فني خاص في مسقط رأسه في مدينة هوبارت.
وخلال الأشهر الستة الأولى له، اجتذب متحف الفن القديم والجديد 220 ألف زائر،
ما يقرب من نصفهم من زائري جزيرة تاسمانيا.
استثمر قطب المقامرة (50 عاما) 150 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أمريكي) في بناء المتحف على ضفاف نهر درونت وعلى ما بداخله من معروضات. في الوقت الراهن، الدخول إلى المتحف مجاني، لكن بنهاية العام سيطلب وولش من الزوار إسهاما لصيانة ما أصبح أكبر مكان جذب سياحي في هوبارت، العاصمة الأصغر بين ست عواصم للولايات الأسترالية.
وقال وولش: "أعتقد أن ما بين 20 و30 ألف شخص آخرين سيأتون إلى هوبارت فقط ليروا هذا. الناس قالوا إنهم لم يزوروا متحف فنون من قبل وإنهم أحبوه. هذا جيد. هذا أفضل من كلام ناقد محترف بالنسبة لي".
يقع المتحف بجوار مصنع للنبيذ والشوكولاتة ويمكن الوصول إليه من خلال رحلة بالعبارة من وسط المدينة. وعلى عكس المعارض العامة، فإن هذا المتحف يعد معلما تذكاريا يعكس الذوق الفني لشخص واحد. وعنه يقول وولش إنه "إقطاعية شخصية" حيث يقرر الرجل الذي لم يكمل تعليمه الجامعي بنفسه ما يعرض وما لا يعرض فيه. فهناك أعمال فنية تعود إلى العصور المصرية القديمة إلى جانب قطع فنية حديثة من أعمال فنانين مثل البريطاني دامين هيرست. بعض المعروضات تثير الاستفزاز بشكل متعمد.
ومن بين المعروضات المفضلة أحد أعمال الفنان البلجيكي ويم ديلفوي الذي يشتهر برسم الوشم على أجساد الخنازير وبناء هياكل على شكل الميكانو. تلك هي آلة "الكلوكا" التي تحاكي الجهاز الهضمي في الإنسان من خلال تناول وجبتين يوميا وإخراج النفايات السائلة منهم مرة يوميا.
المجموعة تهدف إلى خلق شعور بالصدمة والمفاجئة بدلا من السكينة. وكما علق أحد زوار المتحف أخيرا قائلا: "لم يكن هناك خرائط ولا ملصقات ولا تسلسل زمني. لكن عبر نفق وحول ملف مظلم هناك أخيرا وصلنا إلى السلم. صعدنا ووجدنا أنفسنا في ضوء النهار. لكن جبل ولنجتون لم يبد قط أفضل حالا".
________________________
مرجع المادة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق