إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 15 سبتمبر 2011

نادم على مساندته "لليورو" !!

يقول هانز أولاف هِنْكِل
الرئيس السابق لاتحاد الصناعات الألمانية، وقد انضم إلى أكثر من 50 من زعماء الأعمال الآخرين
في تحد قانوني للمحكمة الدستورية الألمانية ضد صفقة الإنقاذ المقدمة إلى اليونان.

يقول:
لأني كنت من أوائل الذين ساندوا اليورو، أعتبر الآن أن ضلوعي في هذا الموضوع هو أكبر خطأ مهني ارتكبته.
لكن لدي بالفعل حل للأزمة المتصاعدة.

هناك ثلاثة أسباب دفعتني إلى تغيير موقفي.

الأول، أن السياسيين أخلفوا جميع وعود معاهدة ماستْرِخْت. فقد سُمِح بدخول اليونان إلى منطقة اليورو لأسباب سياسية. ليس هذا فحسب، لكن القاعدة الأساسية، التي تنص على أنه ''لا يجوز لأي بلد عضو أن يتجاوز العجز السنوي لميزانيته 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي''، خُرِقت أكثر من 100 مرة. ولم تُطبَّق الرسوم الإلزامية العقابية قط. وفوق هذا كله، مُسِحت الفقرة التي تنص على أنه ''لا يجوز الإنقاذ'' في أعقاب أول صفقة إنقاذ قُدِّمت إلى اليونان.

الثاني، أن اليورو ''المفصل على مقاس واحد يناسب جميع الأحجام'' تبين أنه عملة ''من مقاس واحد لا يناسب أي حجم''. ولأن من السهل الاستفادة من أسعار فائدة أدنى بكثير من المستويات الألمانية، تمكن السياسيون في اليونان من تكويم ديون هائلة. وكان البنك المركزي الإسباني يراقب تصاعد فقاعة العقارات دون أن يكون بمقدوره رفع أسعار الفائدة. ولأن بلدان ''الجنوب'' حرمت من قدرتها على تخفيض أسعار صرف عملاتها، فقدت هذه البلدان قدرتها التنافسية.

والثالث هو أن اليورو، بدلاً من توحيد أوروبا، يزيد من الاحتكاك بين البلدان. فالطلاب في أثينا، والعاطلون عن العمل في لشبونة، والمحتجون في مدريد، لا يشتكون فقط من إجراءات التقشف التي تتبعها حكومات بلادهم، وإنما يحتجون كذلك ضد مستشارة ألمانيا، أنجيلا ميركل. فضلاً عن ذلك، يعمل اليورو على توسيع الهوة بين البلدان الواقعة ضمن منطقة اليورو والبلدان الموجودة خارجها. وبطبيعة الحال، ستكون رومانيا سعيدة بالانضمام إليها، لكن هل يعتقد الجميع أن بريطانيا، أو السويد ستجد ما يجذبها للانضمام إلى ''اتحاد للتحويلات المالية''؟ في هذه الأثناء يعمل الاستياء من اليورو على جرجرة قبول الاتحاد الأوروبي نفسه.

وبدلاً من التصدي للأسباب الحقيقية، يصف السياسيون أدوية مضادة للألم. إن مريض اليورو يعاني من ثلاثة أمراض مستقلة:
الأول، نتيجة للأزمة المالية كثير من البنوك لا تزال تعاني من عدم الاستقرار.
والثاني، الآثار السلبية على القدرة التنافسية لبلدان ''الجنوب''، بما في ذلك بلجيكا وفرنسا، بفعل السعر المرتفع لليورو فوق قيمته الحقيقية.
والأخير، المستوى الهائل من الديون المتراكمة على بعض بلدان منطقة اليورو. وسيكون من المضلِّل الادعاء بأن هناك طريقاً سهلاً للخروج. لكن يُعتَبر من عدم الإحساس بالمسؤولية أن يقال إنه لا توجد بدائل، لأن البدائل موجودة.

____________________
مرجع المادة: http://www.aleqt.com/2011/09/12/article_579109.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق