حاول الكاتب الكبير..
وأستاذ الاقتصاد بجامعة الكويت ..
أ. د. محمد السقا
أن يحلل خطاب "برنانكي"
رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي
يوم الجمعة الماضي 26 آب (أغسطس)
وقد حبس العالم أنفاسه، انتظارا لما سيسفر عنه خطاب بن برنانكي
في الاجتماع السنوي في قاعة جاكسون..
لننرى ماذا يريد أن يقول ؟
وبأي وجهة نظر لأهم خطاب اقتصادي ؟
ومن أي زاوية ؟
في الاجتماع السنوي في قاعة جاكسون، في مقر الاحتياطي الفدرالي في كانساس سيتي في الولايات المتحدة. حيث يأتي الاجتماع في ظل ظروف اقتصادية غاية في الدقة، فالنمو الأوروبي يتراجع على نحو مثير للقلق، وكذلك جاءت معدلات النمو في النصف الأول من هذا العام في الولايات المتحدة مخيبة للآمال.
في الوقت الذي فقد فيه الدين الأمريكي تصنيفه الممتاز وفقا لمؤسسة ستاندرد آند بورز لأول مرة في التاريخ، نتيجة لما حدث من مهاترات بين الحزبين الرئيسيين في البلاد حول رفع سقف الدين العام، واستجابة لهذه التطورات أخذت أسواق المال في العالم أجمع في التراجع على نحو مقلق يذكر العالم بما حدث في بدايات الأزمة الحالية في 2008.
وقد أشار برنانكي إلى أن اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح قررت تثبيت معدل الأموال الفدرالية، حتى منتصف 2013، أي استمرار معدلات الفائدة الصفرية لمدة سنتين إضافيتين.
غير أن برنانكي يؤكد أن الاحتياطي الفدرالي لديه عدد من الأدوات التي يمكن استخدامها لتوفير المزيد من التحفيز النقدي للاقتصاد الأمريكي، وأن اللجنة الفدرالية سوف تستمر في تقييم الأوضاع الاقتصادية في ضوء المعلومات التي تتدفق من الاقتصاد.
سبقت الخطاب تكهنات عديدة عما سيحتويه، وإن كان معظمها يدور حول قرب انطلاق خطة التيسير الكمي الثالثة QE3، في الوقت الذي كانت تنتظر فيه الأسواق، بصفة خاصة سوق الذهب، نتائج الخطاب.
بعد أن فرغ بن برنانكي من خطابه اكتشف العالم أن جعبة بن برنانكي كانت خاوية من كل ما تحدث عنه المراقبون، وسقطت جميع التكهنات حول مسار السياسة النقدية الأمريكية في الفترة القادمة.
لقد كان كل ما فعله برنانكي هو تشخيص الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، وطبيعة التحديات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي حاليا، ورسم بعض ملامح السياسات اللازمة للتعامل مع بطء النمو الاقتصادي الأمريكي واستمرار معدلات البطالة مرتفعة، واختتم برنانكي خطابه بالإعلان عن أن الحل لم يعد في يديه، إذ إن ما في حوزة السياسات النقدية من أدوات للتعامل مع عقبات النمو والبطالة طويلة الأجل تعد محدودة جدا، ومن ثم يجب على أعضاء الكونجرس أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الاقتصاد الأمريكي، وذلك بدعم الإنفاق لخلق المزيد من الوظائف.
إلا أن برنانكي لم يغلق الباب أمام استخدام المزيد من أدوات السياسة النقدية لدعم النمو طويل الأجل في ظل مناخ من استقرار الأسعار. من هذا المنطلق نظر كثير من المراقبين إلى خطاب برنانكي بأنه جاء محبطا، كونه لم يقم بالإعلان عن أي خطط لتحفيز النمو الأمريكي في الفترة القادمة.
غير أن الخطاب قد احتوى على الكثير من النقاط المهمة التي أريد أن ألفت انتباه قارئ ''الاقتصادية'' الكريم لها.
______________________
لمتابعة المقالة: http://www.aleqt.com/2011/09/02/article_575648.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق