الخلطة السرية في "الشخصية المحترمة" هي: التعامل الطيب والتواضع ..
وليس في لبس المشالح، أو تذاكر الدرجة الأولى ..
يقول الكاتب علي الشدي:
.. تذكرت قصة ساعدتني على رسم الابتسامة على وجه رجل غاضب من مشلحه حيث قلت:
ألم تسمع بقصة الشيخ زايد بن سلطان ـــ رحمه الله ـــ حيث كان بعض الوزراء والوجهاء يأتون إلى مجلسه يحملون مشالحهم على أيديهم.. ولم يعجبه ذلك، فقال لهم: هل هذه المشالح للبيع وإذا لم تكن كذلك، فلماذا لا تلبسونها أو اتركوها في منازلكم؟.. وفعلاً لبس البعض مشالحهم والبعض زال الحرج عنه وترك المشلح نهائياً، كما نرى في دول الخليج عامة، حيث لم يعد شرطاً أن يلبس الجميع مشالحهم، كما كان الحال في الماضي، حيث الجميع وحتى الصغار من طلاب المعاهد الدينية يشكل المشلح جزءاً أساسياً من زيهم.
وأردت أن أزيد جرعة الطرافة فقلت له: إن شخصاً كان يتأبط مشلحاً في كل المناسبات دون أن يرتديه ولو مرة واحدة.. وعقد رهان بين اثنين من أصدقائه بأن هذا المشلح ممزق من الداخل.. ويكفي أن يرى الناس (زريه) اللامع بشدة، وتدافعا على الرجل في إحدى المناسبات حتى سقط المشلح وفحصه الجميع فإذا هو فعلاً ممزق من الداخل ولا يصلح للاستعمال!
ونجحت بالقصتين أن أجعل صاحبنا يضحك حتى استلقى على ظهره.. كما يُقال في كتب التراث!
وأخيراً: لا أقصد من هذا المقال السخرية من المشالح فهي جزء عزيز ومهم من لباسنا الرسمي.. لكنني فقط أردت إعادة تجربة كتابتي للمقال الساخر الذي كنت أحد كتابه في الماضي في زاوية "غرابيل" في جريدة "الرياض"، ثم "هوامش صحفية" في "الجزيرة"، وفي الصفحة الأخيرة من مجلة "اليمامة".
والخلاصة: إن المظاهر مثل الملبس أو السيارة الفخمة أو تذاكر الدرجة الأولى يجب ألا نعتقد إطلاقاً أنها التي تصنع الشخصية لنا.. لكن المنطق والحكمة والتعامل الطيب والتواضع هي الخلطة السرية للشخصية المحترمة في كل المحافل.
_____________________
المراجع:
- المقالة ببعض التصرف من: http://www.aleqt.com/2012/08/26/article_686312.html
- صورة المشلح من: http://www.atf.com.sa/product.php?id_product=62
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق