الأحتفالات في يوم الجلاء
"eDamascus" التقى بتاريخ 13/4/2011 الأديبة "كوليت الخوري"
التي تحدثت عن سجل النضال المشرف من الاحتلال حتى الجلاء
ومما قالت:
عن التظاهرات التي توالت طوال ربع قرن بصرخة رفض واحدة للانتداب؛ فإن أول تظاهرة قامت في دمشق ضد المستعمر عام 1922 وكانت تظاهرة نسائية حيث كانت السلطة قد ألقت القبض على مجموعة من المواطنين وفي مقدمتهم "عبد الرحمن شهبندر وحسن الحكيم وسعيد حيدر" فجاء تصرف السلطة هذا سبباً جديداً لإثارة النقمة؛ فقامت تظاهرة احتجاج في البلاد وكانت نسائية انطلقت من مدرسة "دار المعلمات" ويبدو أن هذا التصرف شغل بال الطلاب ونبههم وأثار حماستهم فاجتمعوا وتدارسوا الأمر وقرروا أن يقوموا في اليوم التالي بالإضراب والتظاهر؛ وهكذا انطلقت أول تظاهرة طلابية في "دمشق" من مكتب عنبر ولم يلبث أن انضم إليها عدد كبير من أهالي "دمشق" ومن المعروف أن التظاهرات لم تنقطع في بلادنا منذ ذلك اليوم واستمرت طوال فترة الانتداب».
أما عن الإضراب الذي كان مفخرة من مفاخر الجهاد والمقاومة تحدثت الأديبة "الخوري" عنه بالقول: «كان سبب هذا الإضراب أن السلطة أقفلت مكاتب الكتلة الوطنية في دمشق وفي حلب وألقت بالقبض على الزعيم الوطني الكبير "فخري البارودي" فأجاب الشعب على هذه التدابير بالإضراب الصامت في جميع مجالات الدولة وقاطعت "دمشق" شركة التنوير الفرنسية مقاطعة تامة وأغلقت المدارس والمعاهد ودام الإضراب لمدة شهرين تقريباً؛ فكان هذا الإضراب من أعظم ما عرف في تاريخ المساعي الوطنية».
كما رفض المسيحيون الحماية التي كانت تتحجج بها "فرنسا" وكما قال الصحفي الكبير "حبيب كحالة": «نريد حماية من قلوب المسلمين لا من حراب المستعمرين"؛ إن هذا التلاحم الشعبي الوطني العظيم المرتكز على الإيمان بالعروبة وبالمصير المشترك كان الحافز الأهم على استمرار الشعب في المقاومة خمساً وعشرين سنة؛ وفي رأيي هذا هو النبع الذي استقى منه شعبنا قدرته الكبيرة على النضال حتى الجلاء....حتى النصر».
__________________________________
مرجع المادة: دمشق: عيد الجلاء... تجسيد لأخلاقية سورية الوطنية والقومية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق