إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 22 أبريل 2024

ما أهمُّ دعاءٍ للمسلم؟ .. وتفسير سورة الفاتحة


في المسودة بتاريخ (14/ 11/ 2017م) 


بدى لي سؤال، وأنا أقرأُ موضوعًا دينيًا من الواتس

عن أهمِّ دعاءٍ يَدعو به المسلم في حياته ؟

أو أهم دعاء المسلم!


وعند التَّريُّث، بدَى لي أنه دعاء سورة الفاتحة


فهو الدعاء الذي يتكرر كل يوم للمسلم بواقع 17 مرة بواقع عدد ركعات الصلاة اليومية التي يصليها المسلم.

وهو الدعاء الوحيد في أهم سورة في القرآن الكريم، الموصوف بأنه القرآن العظيم!

ويَبدُو أنه أولُّ دعاءٍ قُرآنيٍ أُنزل، كون "الفاتحة" من السُّورالأوائل التي أُنزلت  
على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

كما أنه أولُّ دعاءٍ في تَرتيب القرآن الكريم



ـ وذَكر ش يوسف الدَّخيل (ت:1431هـ) -المُلقَّب بـ"نَحْلة المَكتَبة"- عن شيخه حمَّاد الأنصاري (1418هـ = 1997 م) 
أنه فسَّرَ لهم سورة الفاتحة تفسيرًا عجيبًا، وتحدَّى الطَّلَبة !! 
فقال: ائتُوني بأيِّ آيةٍ في القرآن، وأنا أُدخِلُها لكم في "سورة الفاتحة" !
فكنتُ أُحاولُ بنفسي، أنْ آتِيَ بآيةٍ وأُحاولُ إِدخَالها تحت آيةٍ من آياتِ سورة الفاتِحَة، فأَجدُ الأمرَ كما قالَ، وهذا لأنها شَمِلتْ القرآن كله.


يُجيب عن شمولية "سورة الفاتحة" الشيخ عبد الله الشنقيطي فيقول:




فهذا القرآن أولُّ شيءٍ جاء فيه (2:45د) الحمد لله رب العالمين. أي: الثناء بالجميل للمعبود بحقٍ، وهو الله الذي ربَّى هذا الكون وأوجده؛ رب العالمين: الذي شَمِلَت رحمته جميع الخلق، وخصَّ المؤمنين برحمةٍ خاصة.
والذي هو الملك المالك الذي له التَّصرُّف الخاص والعام يوم القيامة، لا يتصرف إلا الله
يوم الدين: هو يوم الجزاء لأن الدين يقال للجزاء ويقال للطريقة ويقال ..
إياك: أي نخصك ونفيدك لا نعبد إلا إياك لأن ضمير إيا يدل على الحصر لأنه مفعول وإذا قدم أَفهمَ الحَصْر
فكأنك قلت: لا نعبد إلا إياك ، نحصر العبادة فيه والاستعانة فيه 
لأنه هو الذي يستحق العبادة، وغيره مخلوق ل يستحق
ولأن هو القادر فيعِينُنا على العبادات وعلى أعمالنا

اهدنا: أرشدنا ووفقنا للطريق الذي نسلكه، المستقيم البعيد عن الطرق الضلال، وطرق الذين عَرفوا الحق وتركوه
والذين أخطئوا الحق
لأن الذين يضلون   لا يخلوا إما أن فهم الحق وتركه قصدا كاليهود، أو لم يفهم الحق كالنصارى

فوفقنا وأرشدنا للطريق المستقيم الذي سلكه الأنبياء والصالحون، بعيدا عن طريق الذين عرفوا الحق وتركوه، والذين لم يعرفوا الحق
وذهبوا عنه كالنصارى،

أما الذين عرفوا الحق وتركوه فقد غُضب عليهم، ولذا قال فباؤا بغضب على غضب، أن غضب الله عليهم ولعنهم
  أما النصارى فلم يعرفوا الحق وضلوا عنه، ولذلك ضلوا عن سواء السبيل، نرجوا الله السلامة والعافية

وأما المسلمون فعرفوا الحق وسلكوه، ولذلك هذه الآيات السبعة وردت فيها العلوم التي جاءت في الثرآن يعالجها وهي سبعة علوم

فحري بنا أن نعطي الوقت لكتاب ربنا، وأن نفهمه وأن ندع الخلق إلى العمل به
وأن نتمثله لأن أهم


فهذه نُقْلة في المعاني ؛ مما يدلك على أن هذا الدين جاء من عند الله، وأن الآيات وضع في قوالب تختلف عما كان معروفا عندهم -من الفصاحة في الكلام والشعر-

ولذلك هذه الفاتحة: لخص فيها القرآن؛ لأنها أم الكتاب وهي أفضل السور،  وأَوْجبَ الله قرائَتَها في اليوم سبع عشرة مرة
ولذلك موضوعات القرآن الكريم التي جاء يعالجها سبعة، وهي مشارةٌ إليها في الفاتحة

فأول شيء في الفاتحة التوحيد، بأقسامه الثلاث، توحيد الربوبية وتوحيد الألولهية وتوحيد الأسماء والصفات
الحمد لله هذا توحيد الألوهية
رب العالمين توحيد الربوبية
الرحمن الرحيم: تويحد الأسماء والصفات
فأقسام التوحيد جاءت فيها

ثم جاء يوم القيامة في قوله: مالك يوم الدين
ثم جاءت الشريعة في قوله: إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط
ثم جاء الوعد في قوله: أنعمت عليهم
وجاء الوعيد في قوله: المغضوب عليهم
ثم جاءت القصص في قوله: أنعمت عليهم والمغضوب عليهم
ثم جاءت النبوة في قوله: أنعمت عليهم أي: من النبيين والصديقين

فموضوعات القرآن الكريم السبعة التي هي: التوحيد والنبوات والميعاد والأحكام والوعد والوعيد والقصص
فهذه جاءت ملخصةً في سورة الفاتحة، ثم شُرحت في سورة البقرة، ثم شُرحت في بقيَّة القرآن

فوضع القرآن في قوالب معجزة
فالحمد الثناء بالجميل للمعبود بحق 













_____________________________

المراجع والهوامش:

الدخيل: هو يوسف بن محمد الدّخيل النجدي ثم المدني، الأستاذ المساعد بكلية الحديث، في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية.
"نحلة المكتبة" هكذا كان يسميه شيخه الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله - لشدة ملازمته لمكتبة الشيخ.
والشيخ حماد ما كان يُعطي مَفاتيحها إلا لأفرادٍ من الناس، منهم الشيخ يوسف.

عَمِل في تحقيق كتاب ( الكنى والأسماء ) لأبي أحمد الحاكم، وهذه شهرتُه عند أهل العلم المُشتغِلِين بالحديث.
وخصلته التي تميَّز بها عن غيره من أهل العلم والفضْل: حبّه العظيم لتحصيل كتب المعروفين بالتوحيد والسنة من أهل العلم وطلبته وتقصّيه لأعمالهم وأخبارهم في سائر الأقطار الإسلامية مشرِّقًا ومُغرِّبًا، حتى لا يَكاد يوجد منهم مؤلفٌ ولا محققٌ ولا مدرسٌ إلا وعند الشيخ منه نبأ ولقصته خبر.

أدركَ من قُدماء الأَعيان ثُلةَ الإصلاح الفذَّة من أمثال :
الشيخ محمد الطيب الأنصاري
والشيخ تقي الدين الهلالي
والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة
والشيخ عبد الله بن صالح
والشيخ محمد الأمين الشنقيطي
والشيخ حماد الأنصاري. رحمهم الله جميعا.

توفِّي رحمه الله سنة 1431 هـ.


- تراجم المؤلفين، في المكتبة الشاملة: القرن 15، الدخيل. والأنصاري.

تفسير مختصرلسورة الفاتحة-الشيخ عبد الله الشنقيطي.MP4
https://www.youtube.com/watch?v=Ke9hz8ZUdiQ&feature=youtu.be


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق