بسم الله
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما عليه وعلى آله وصحبه.
قد رأيت -بعد صلاة الخسوف القمر في الحرم- من بعد العشاء،
أن الشيخ خالد بن فوزي كان جالسا ثم صب الماء ثم وقف ليشربه.
وبعده بدقائق، شاهدت الشيخ التويجري مدير الدار، كان جالسا ثم وقف ليشرب الماء وكأنه استقبل القبلة.
في التوسغة الحرم توسعة الملك فهد الدور الأرضي. بعد الصلاة الخسوف،
وكان الطلبة يتجهزون لحضور مجلس الشيخ آدم بعد الفرض، ولكن الحال إلى الخسوف.
(وَهُوَ قَائِمٌ) فيه بيان جواز الشرب قائمًا، وقد تقدّم اختلاف أهل العلم في حكم الشرب قائمًا في
أبواب الطهارة - "باب الانتفاع بفضل الوضوء" -103/ 136 فراجعه تستفد. ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (25/ 270)
من حديث: عَاصِم عَن الشَّعْبِيِّ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, شَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ, وَهُوَ قَائِمٌ".
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (25/ 267)
قلت: وما قاله (الشيخ ابن آدم) هو ما أميل إليه. بأن الشرب قائما صارفٌ للنهي العام عن القيام عند الشرب، ولا يتعلق بزمزم فقط.
كما أن الأثيوبي رحمه الله تعالى لم يصرح بالشرب قائما أو جالسا عند زمزم، بل أطلق الاستحباب للشرب.
وقد قال في الموضع الآخر:
قال الجامع: الذي يترجح عندي مسلك من جمع يحمل أحاديث النهي على كراهة التنزيه، كما رجحه الحافظ، لأن به تجتمع الأدلة من غير إجحاف ببعضها، ولا تكلف، والله أعلم. ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (2/ 490)
وهو بيان أن من السنة للحاجّ أن يشرب من ماء زمزم. ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (25/ 270)
وأجاب بعضهم بأن أحاديث الجواز متأخرة لما وقع منه - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع أنه شرب من زمزم، وهو قائم، وإذا كان ذلك الأخير من فعله - صلى الله عليه وسلم - دل على الجواز، ويتأيد بفعل الخلفاء الراشدين بعده. ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (2/ 490)
كما شاهد محمد أبو حازم: المفتي آل الشيخ عبد العزيز يشرب قائما لزمزم.